" سمان قادمات" بقلم .الشاعرة : رندةيحي العلي

"سمان قادمات"
 شققت طريقي لكفي...
 
أزحت الحجارة....
و بقايا الحرب...
تفقدت أوصالي...
لازالت تتماسك...
أصابعي...
أقدامي...
أنفي وفمي...
أخرج...
من تحت الركام...
سوف أجمع ماتناثر...
هنا لعبة اخي المكسورة...
هناك دفتري...
بلا قلم...
فردة حذائي...
وحقيبة يدي ...
أدوات زينتي...
إبريق الشاي بلا غطاء...
شظايا أطباق ...
آخر وجبة عشاء...
ماذا بعد....
أتلفت حولي...
صمت رهيب..
أنا وصرخات مبهمة يرددها الصدى...
هاهي وجدتها...
علبة عطري..
وبعض فرات...
أول هدية تلقيتها منه...
ماذا أفعل..؟
أستعيد توازني للحظة...
أين هم؟...
أين أنت؟...
عالم فارغ...!
هل رحلتم جميعآ؟...
قلبي يؤلمني...
....
آه آه
تشق صدري...
ألتقط أنفاسي ...
لأبدأ من جديد....
لن أستسلم....
سأعيد ترتيب كل شيئ...
وأنتظرك ...
أركض في كل الاتجاهات...
أجمع كل شيئ ...
وأي شيئ.. 
حانوت جارنا...
لايزال يثير فضولي ...!
لم يتبق
منه سوى جدار مهشم....
تتكئ عليه علب التوابل...
وبذور منوعة...
ملأت جعبتي من كل بذرة زوجين...
أزحت الركام...
لأعبد دربي....
على جانبيه....
زرعت...
بعض زهور...
سقيتها بدموعي
لكي لاتنسى  الوجع
بقايا عطري ....
نثرتها هنا وهناك...
ومن سبع سماوات... 
اخترت...
جميل نجومها...
لتعقد...
حلقات الفرح في ليلة اللقاء...
وقمر نيسان ...
ينتظر خلف السحاب... 
ليلة منيرة ليست ككل الليال...
بقلم كحلتي...
أخط قصيدتي...
وبحمرتي أرسم قلوبآ.....
وباقة نرجس تزين فستان فرحي .....
وحفنة قرنفل تتمايل على ضفائري....
باق من الوقت انا ....
إلا أنت.....
فلتستعجل القدوم....
كلي وأشيائي بإنتظارك
الحرب رمت اوزارها
والعصافير عادت لاوكارها
لم يعد هناك مايثير قلقك
فقط  رائحة الدم
لازالت تعبق بين الجدران المنسية
لا تقلق
سوف تموت بالتقادم
كما أشياء كثيرة ماتت
فماعادت الجباه تندى 
ولا الضمائر تهتز
سنين عجاف جففت كل شيئ...
وقتلت كل شيئ...
لاتكترث...
السمان قادمات
فلتفرح...
هات يدك...
أشعة الشمس تغريني
لنحث المسير...
قبل أن ترحل
ونصبح على مافعلنا نادمين....
رندة يحيى العلي
سورية
28/12/2017



تعليقات

المشاركات الشائعة

مبارك من القلب الدكتوراه الفخرية. د.عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدخيل.

يايها العمر .Nagwa Shafeek

حلم.بقلمي:الكاتبة زهراء الركابي✍️