عذابات الروح / بقلم : فاطمة بوعزيز

...عذابات روح ...

لم تَكُن هكذا قبْلاً  ...
من قطّة وديعة، مسالمة تحوّلت إلى لبؤة شرسة تعصف بمن يعترضها..
أفعى تنفث سُمّ غضبها في الكُل دون شفقة ..
غاب منها البُرء و الوداعة .. فقط فضاعةٌ حلّت واستقرّت ...
ما الحكاية ..! أمسٌّ من الجنون اصابها ! ام ماذا ؟ .. لا أحد يعرف ..
دارت حول نفسها بحركة لولبيّة ..
غرفتها كما هي ..! كلّ شيء ساكن بها.. إلاّها ،ضرباتُ قلبها في تتالي ..
أعصابها ترتعش كأنّ ثلج الدنيا أحاطت برأسها الصغير ..
نظرت لنفسها في المرآة ،لم تعرفها
كانت اخرى ارتسمت بالزجاج ..شعر منفوش ..عيون محمرّة بأهداب مهشّمة كمن لم يذق طعم النوم شهورًا .....تجاعيد مفاجئة حاصرت جبينها وثغرها بحزن غريب مع تجويف مخيف زادت من انتفاضها
وانقباضها ...!
احسّت باحتباس النفس تطوّر إلى جفاف بالحلق، ..ودّت لو تصرخ ..أو تذوب أو تبتلعها الأرض ولا هذا العرض المزري الذي راته واحسّته لأول مرة في حياتها ..بقيت كذلك واجمة حتّى غشّاها إغماء مفاجئ
صَحِبتهُ برودة الموتى. ..تراخت ..ثم راحت في عالم اللاّوعي ..
 ...... لم يكن معها في المنزل احد حينها ..
لكن مقادير الحظ حضرتْ وقتها ..من كان له الاجر  ... وقلمنا يكتفي بالذّكر ..
عندما استفاقت وجدت نفسها بمصحّ ممددة في ثوب ابيض كما لو انها ملاك جنان او عروس بليلة العمر ..
انتبهت لصوت همهمة وتمتمة غير مسموعة، وإذ به رجل في مقبل الشباب يبكيها دموعا بلون الدّم
تتقاطرُ من لحيته بعد أن عجز عن كبح سيلانها  ..
جرت الحياة بورود وجنتيها ...
صعدت على اثرها حرارة بركانية إلى قمة رأسها ..عرفت انه هو ..سبب ما حلّ بها .. جاء يطلب الصفح و دموعه كانت اسبق منه..غسلت ذنبه ...
لن تلومه ...صفحة طُويت لم الرجوع...؟ ..يكفيها قربه الآن ..
رحل الاغماء بعذاباتها ..و اطلّت لحظة ما بعد الموت بولادة جديدة على كفّ حبيب ملاك ... 

                بقلمي فاطمة بوعزيز
          تونس  ... 28 /4 /2018



تعليقات

المشاركات الشائعة

مبارك من القلب الدكتوراه الفخرية. د.عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدخيل.

يايها العمر .Nagwa Shafeek

حلم.بقلمي:الكاتبة زهراء الركابي✍️