من انا؟ / بقلم : د . محمد الادريسي

مَنْ أنا؟

أأسَدٌ بِلا مَخالِب البارود 

أجَوادٌ اهْتاجَتْهُ عقَبَةٌ كَؤود   

غَيْرُ قادِرٍ على قَدِّ القُيود

القَلَمُ يَجْتاحُ كُلَّ الحُدود

تجْتَنِبُه تَهابُه حتَّى الأُسود

فَهُو كَعَصْفِ الرّياحِ تَسود

كَقَصْفِ البَرقِ وَقْت الرُّعود

ما أخافَني صَعْبُ الصُّعود

ما هَمَّني هَمَسُ الحَقود

أوْطانُ المَوْتِ بلا شُهود

مُرْتَزِقَةٌ تَرَبّوا على الجُحود

السُّمُومُ الغَدْرُ لِلْخِيانَة جُنود

شُعوبٌ تَعيشُ في ظَلام هُجود 

أأنا مُحارِبٌ مَلَّ صَمْتَ القُعود

يَوَدُّ العَدلَ الحَقَّ يُذَكِّرُ بالعُهود 

الشَّهامةَ الكَرامةَ عاشَها الجُدود

تَحْريكَ المِياه و كَسْرِ هذا الجُمود

في غَيْهَب السُّجونِ تُشْوَى الجُلود

غَيَّرَ الطُّغاةُ عُلَماءُهم فُقاءُهُم المَعْبود

يَخافونَ يُقَلِّدون الأسْيادَ كالقُرود

كالنِّسْوَةِ يَخْشَوْنَ عَيْنَ الحَسود

اعْتِقاداً أنَّهم هنا دائِمو الخُلود

لن ينْفَعَكم ما سَرِقْتُم مِنَ النُّقود

ولا الصَّهْيونِيُّ عَدُوُّ اللهِ اللَّدود

اقْتَربَ الحِسابُ يَومُ الأُخْدود  

طنجة 21/07/2018

د. محمد الإدريسي