من اي طينة جبلت ! / بقلم: مفيدة الهادي

من ايّ طينة جُبِلت !!
                                               🌸🌸🌸🌸🌸🌸

أذكر ذاك اللّقاء الذي دبّرته اللّحظة بيني وبينك ..
 كنت على وشك السّقوط من القمّة  إلى الهوّة  ..
كنت تتعثر بين جثث أحلامك المبعثرة .. تهوي لتتحسّسها .. لترثيها بين الفينة والأخرى .. كنت مستعدا لتئد نفسك بينها .. كنت هيكلا يائسا ميؤوسا منه ! 

سحبتك من مقبرة أحلامك الموؤودة .. مددت لك جسرا نحو الشّمس .. وعلمتك كيف تروّضها و تحيك من خيوطها وجها للحياة .. 
 .. علّمتك كيف تفكّ شفرة الحياة .. وكيف تحل أحاجيها وألغازها .. فتصبح آنذاك مروّضا للشّمس والقمر و النّجوم .. 
وعلّمتك كيف تقفز من الأعالي دون أن تخشى السّقوط بل تستمدّ قوتك الخارقة وإيمانك  فتنسج في الأثناء أجنحة  .. فيصبح السقوط تحليقا جميلا. 
علمتك كيف تقصّ شعري و تحيك أشرعة من ظفائري لحظة الغرق فيصبح الغرق رحلة بحرية ممتعة ..
علمتك كيف توغل في الصحاري ولا تخشى الضياع وكيف تستحظر عيوني وتجعلها بوصلتك .. فيصبح الضّياع بعيون امرأة عاشقة رحلة عشق مؤثّثة ومؤمّنة .. فلا تخشى شيئا !
وعلّمتك ان الاستناد الى امرأة قويّة هو أشبه بامتلاك الكون .. أو كلمة السّر للولوج إلى كنه الأشياء ..
علّمتك وعلّمتك و علّمتك ! 
علّمتك  الكثير لكنّك حينما أصبحت قويّا .. تبدّلت تنكّرت !
 لست أعرفك .. من أنت ؟ ومن ايّ طينة جبلت  ؟!!! 

                                              مفيدة الهادي

تعليقات

المشاركات الشائعة

مبارك من القلب الدكتوراه الفخرية. د.عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدخيل.

يايها العمر .Nagwa Shafeek

حلم.بقلمي:الكاتبة زهراء الركابي✍️