معجزة الضلع الاعوج / بقلم : فاطمة بوعزيز
معجزة الضلع الأعوج
قُلتَ من ضلعٍ أعوج ...
استقامَ الضّلعُ بالطّوعِ
بعد الكَره ،.و أنجبتُك ..!
ضعيفة و ناقصة ،
من ضعفي قَويتَ بي
ومن ذاك النَّقصِ
كمّلتُك ....
تتجنّبُني ..تتركني وقت ما تشاء
لست فقاقيع هواء
لأتلاشى مع المدى ..
وتُمثّل بشتاتي المبعثر
في الخفاء ..!..
لن تستطيع و لو اجتهدت
أن تُعدم وُجودِي ..
أبقى ..كلّ همِّك ...
أبتلعُ منك التّجاهُل .. وبعين الاهتمام أتبعُك ..
أصارعُ الذاكرة مني ..كي لا تنام ..
فتضيع مني وسط الزّحامْ ..
أخبرنِي كيف تقدرُ أن ترحل ..!
وأنا أحتويك ..
بالقبول .. بالشّمول
وكأنّني ظلّك ..!
كيف تتصنّعُ تلك القُوى كلّها
وأنا كلّ الضّعفِ الصارخ فيكَ ..؟!
جُلّ الأماكن كنتُ أنا
محطّاتها ..كفوفها ..راحاتُها..
واجراس الازمنة فواصلٌ و مراحلٌ
بها تنهّداتِي ..وآهاتي
المُشبعة منك ...
........... ........
أين ما تذهبُ يُلاقيك وجهي..
رُوحي ..رَوحِي ..رَواحِي
بوحي النابع ..السابح على سطح
القصائد ...
قِبابُ المساجد ...ندى بياض الياسمين ..
عليها لمعانُ طُهري يناديك َ ...
لتذعِن للصلاة ....
فورَ حلولِ الميقات ..
عند محرابي ...
يكفه القلبُ ..
من ثورة الغزواتِ ..
ماء وضوئك ..من دمع الأماقي..
الحَاني إليك..
إذا ما شِئتَ التّلاقِي ..
إلى متى تُداري بالإنكار
حاجتَك إليّ ..
وأنا كل احتياجاتُك ...
حتّى الدنيا والاخرة ..
كلاهما بالمخاطب المؤنّث
.. يُشارُ لهُما ...!
و ما بينهُما تحيا جهادكَ الاكبَر ..
فتذكّر من منّا باليقين
يُفضفض و يُثرثِر ..
خُطى الهرمِ ..تصطادُ جميعنا
و تغتالُ الربيعَ ..
من فصول ربوعنا
فلا أحد .. بنا يبقى
بالدّنيا ، لِيُعمّر ..
لست وحدي من يتهاوى
عن قمّة الشباب ..وفي لحظة يكبُر
يعلنُ الغربة بالغياب ..
وبقطعة من بياض قُماش
على فراش ..من دون نقاش
يُسترُ ..
ثمّ بحفرة ..يُدفنُ ، يُقبَر ..
........ ........ ........
إعتَلِ وقت ما تشاء
صهوة كِبريائك ...
إشرب من أقداح السّخرية
حتّى التّوهان و الذّوبان
ولن تنالَه اكتفاءك ..
في كل مرّة ...
ستجدٌني عند جدار الاستفاقة ..
أمسك بكَ....
كي لا تصطدمَ بهِ بقوّة ...
فتضيع منّي . ومنك و من الحياة ..
رحمتِي ملقاة إليك
إستمدّيتُها من إلاهي ..
لأجرّعك إيّاها ..قطرة ، قطرة
...رشفة ، رشفة ...
إنتعاشٌ سيغزوك من بعد
صراعٍ .. ضياعٍ ،
وصيامٍ عن معنى الوجود و الوجوديّة ...
هدّئ من روعِ قاطرتِك
وأوصِها بالجانبين خيرًا ..
فعلى اليمين والشّمالِ ترصُدُك َ
الملائكة ..و من فوق ربّ
رقيب ،مُجيب ..
كلّما علا منك النّداءُ..
ومضى قلبك بالذكر ثم الشّكر
استجاب لك دون تردّد
و عفا عنكَ ..
إستشعِر هذا ..
و كفاك على ربّ خلقك
وعليّ تكبُّر ....
ما مضى كنت انا بِضعُه ..
وما بقي ساكون لك كلّه ...
ساظلّ أنثاك ..
التي تمثّلُ سفرك اللامتناهِي
والرّحمة المسداة من السّماء ..
انا هاته الحلقة التي ..
كلّما تطوف ، تعود لها
بالاحضان و اللهفة المجنونة ..
انا الزّئبقة المبحوثَ عنّي
يامن تُضيّعني بين التشابهات
وتحتار اي وصف عند البحث سيناسبني من الاحرف والكلمات
ثمّ تُعلن بالنّدم المكسور
أنّك لا تقصد .. فتتقرّب و تتودّد
اصدّق كذبتك الرائعة
بعين دامعة ..و ثغر باسمٍ
ألستَ طفلي المُدلّل ..
وزرعي الحلال المُحلّل ..
أعدُك أن ابقى رحمًا رحيمًا
لا يعرف له العقم طريقا ..
بريقُ دنيا بلا كسوف، ولا خسوف
أو خوفٌ ترتجفُ
منهُ أوردةُ الأمان ...
إقذِف بأجنحتِك الى الفضاء
واغسِل وجه التصنّع بالاعتراف
أنّك مثلي و توأمِي ..
لم يبق وقت حتّى تلحق بنفسكَ
فتمسكَ بقارب النّجاة
قبل الغَرق ....
ليتَ لا تنفعُ مع الموتِ ان إلتقتَا
... ولا صُحبة بعدها
في طريقٍ ولا حياة ...
بقلمي فاطمة بوعزيز
تونس 26/ 9 /2018
تعليقات
إرسال تعليق