دعوة للحياة/ بقلم. د. سليم احمد حسن
دعـــــــوة للـحيـــــاة..
د. سـليم أحمـد حسـن ـ الأردن
**********************
ـ هـدف الدراسـة:
دراســـــة ثقـافـية فكـرية حيـاتية. تـرسم الطـريق إلى حياة كلها أمـل، وحبٌ، وخير وإخـاء وسعادة، لا يأس ولا إحبـاط، ولا قلق وتوتر ومعاناة.
****************
إننا حين نكره أعداءنا ونكن لهم الحقد ، نكون في عذاب مرير نعيشه نحن من جراء مقتنا لهم . إنهم يسرون جدا لو علموا أن هذا القلق لا نستطيع طرده ، وأنه يسبب لنا مرارة في حياتنا تنغصها وتقلبها ، وتجعل أيامنا وليالينا جحيما لا يطاق .
إنك حين تضايق الاخرين ، فإنك في الحقيقة تنزل بنفسك قصاصا لا بهم، وتؤذي أفكارك أكثر مما تؤذيهم ، لأن هذه المشاعر تؤثر في صحتك ، وتجعلك تعيش في انفعالات سريعة ، مستسلما للغضب والحقد والكراهية .
يقول السيد المسيح ، " اغفر لأخيك سبعين مرة ، سبع مرات ." وبهذا القول أراد أن يجنب الإنسان القلق الذي يقوده نحو الأسوأ ، ونحو المرض ، مثل قرحة المعدة وأمراض القلب ، وفي الواقع لا يستطيع أحد أن يزعجنا ، لا أنا أو أنت ، طالما أننا لم نرض نحن بذلك وبالتالي فإن الإنسان يحصد ما يزرع ، ويدفع ثمن شروره وأخطائه إن آجلا أو عاجلا ، وعليه حين يعلم هذا ، أن لا يسيء أو ينقم أو يحقد على أحد ، ولا يفكر بالنيل من أعدتائه ، فإنه يضر نفسه . إذن ، عليه أن لا يفكر لحظة بأولئك الذين يكرههم أو يكرهونه .
إن الرجل الغاضب مملوء بالسم ، فلا تغضب ، ولا تقلق ، ولا تحقد إن قوبلت من جانب أحد بالجحود والجفاء وتالنكران ، أو سماع كلمة شكر على صنيع قدمته له . سيعترض حياتك في هذا العالم الذي يضم بين جنباته بشرا أنانيين جاحدين مثل هذا الشخص ، فلا تفاجأ ولا تدهش ولا تقلق ولا تجر على نفسك متاعب فكرية وجسدية بانتظار الشكر والعرفان بالجميل ، بل تقبله على علاته ، واعلم أن السعادة لا تأتي من الشكر الذي تسمعه ممن قدمت له صنيعا وإنما من نيتك بالعمل المقصود لذاته . وتذكر دائما أن الشكر ثمرة رعاية فائقة ، وإن أردنا لأبنائنا أن يشبوا على عادة الشكر ، فعلينا أن ندربهم على هذا منذ الطفولة .
يقول أحدهم : بينما كنت أسير في الشارع وأنا في شرود وقلق ويأس ، رأيت رجلا مقطوع الساقين يجلس على عارضة خشبية ويستعين بيديه على قطع الشارع والوصول إلى الرصيف ، وحين التقت عيناي بعينيه ابتسم لي وحياني قائلا : صباح الخير سيدي ، إنه يوم رائع جميل .. أليس كذلك ؟ وحينها أدركت كم أنا غني بالنسبة له ، فعلى الأقل لي ساقان أسير عليهما ، فخجلت من نفسي ومن شعوري الذي قربني من اليأس ، وتذكرت قولا مأثورا ..
كاد القلق يوزعني أشتاتا .. لأن قدميّ خسرت نعلين ،
إلى أن رأيت منذ يومين .. رجـــلاً بــــلا ســاقـــين .
وحين عدت إلى المنزل ، كتبت هذه العبارات بخط جميل ، وألصقتها على المرآة ، لأطالعها كل صباح .
**********************************
تعليقات
إرسال تعليق