المرأة والطقس ونظام الحكم. /بقلم. الأديب والشاعر. وعد الله حديد

المرأة والطقس ونظام الحكم..

مقالة بقلم وعد الله حديد

في الثلاثين من حزيران 2019

ان نستغرب فذلك شيئ طبيعي ,فالاشياء الثلاثة ليس بينها ترابط من اي نوع .

هذه مجرد اشياء لايمت بعضها الى بعض بصلة.,فالمراة ونظام الحكم على طرفي نقيض ولا علاقة منطقية يمكن ان تجمع بين الاثنين ,ان نظام الحكم مرتبط بالسياسة والسياسة عموما ليست ضمن اهتمامات المراة,فللمراة حكم وسيطرة من نوع اخر تمارسه في مملكتها الصغيرة(البيت). ولم يخطر على بالها يوما ان ترهق نفسها بالتفكير خارج تلك المملكة..,ان لها نظامها وطقوسها الخاصة جدا ,ماذا تلبس حتى تغيض من حولها ومن يقاسمها السكن ,كيف ترهق ميزانية الزوج حتى لا يفكر بالزواج من سعاد .,كيف تغيض حماتها وبنت حماها(وتخليهم يشلعون بليلة كشرة) واخيرا كيف تخلق نكدا من نوع مختلف لزوجها عندما يغادر البيت الى عمله او عندما يضع اوزاره ويلقي برأسه على المخدة,,انها تختلق منغصات ليس لها حدود وهي وحدها تعرف الدافع وراء تلك المنغصات.

وبما ان لكل قاعدة استثناء فليس بالضرورة ان نساء الدنيا يلتقين في مجموعة ميزات كالتي نوهنا عنها.

ونظام الحكم لايهتم بالطقس حتى لو امطرت الدنيا حمما اواجتاح المكان اعصارا من اعاصير شرق الدنيا. وسحب التراب الملونة باللون الاحمروالعواصف التي تحيل النهار ليلا والشمس الحارقة كل تلك العناصر لن تحرك جفنا ولن تقض مضجعا لاحد المتوارين تحت مظلة السياسة.

نعم ,فلا صلة ولا تناغما يمكن ان يكون قاسما مشتركا ولا يمكن ان يشترك عنصران اثنان في ميزة واحدة .

ولكن ,عندما تنصهر الاجواء الملبدة مع نظام حكم جائر ومستبد متوجة بزوجة رعناء متسلطة عندها فقط سنعرف ان لقاءا تاريخيا قد حط الرحال

يمكن ان تجتمع الاشياء الثلاثة فتوحد خطواتها وتجعل هدفها واحدا وتلقي بظلالها القاتمة فتؤثر سلبا على مخلوق اخر ..

هذا المخلوق هو الرجل لاغيره

ياللماساة

ومن في الكون كله يمكن ان يتحمل تبعيات تلك الاشياء الثلاثة غيره..انه اي الرجل على المحك دوما فهو في الواجهة وهو اول واخر من يتلقى الضربات والتقريعات والاشياء الموجهة الاخرى

يستيقظ الرجل(المسكين)صباحا .ولن نتحدث عن ليلته كبف قضاها,فذلك موضوع اخر,يمرالرجل بناظريه من خلال النافذه فتعتريه رجفة وقشعريرة ,ان الاجواء البائسة تبعث على الكابة والغثيان ولا تشجع مطلقا على مجرد وضع قدم خارج المكان,

اذن فالجو محبط حد الاعياء ولن يرغب كائن من يكون مزاولة اي عمل ,

وعندما يبدي الرجل امتعاضه جراء الطقس السيئ وتبعياته تنهال عليه الزوجة بوابل من العبارات المسمومة والتلميحات المقرفة وتبدا بسلسلة العبارات النكدية والاساءات المقصودة فتلعن (حظها العاثر) و(اليوم الاسود) التي اصبحت فيه على ذمته .

هذه هي المراة الباعثة على النفور والاشمئزاز وتلك هي تداعيات الاجواء السيئة طوال العام ولكن مابال نظام الحكم ,هل يؤثر هو الاخر على عقل الرجل,

ليست السياسة عاملا رئيسيا في ماساة الرجل هذا اليوم ولكنها عنصرا غير مستهان به,فعندما يكون البلد غارق لاذنيه في الازمات ,الازمات من كل نوع,فالفساد والصفقات المشبوهة وسرقة المال العام بذرائع شتى,وتضييق الخناق على التعيينات وعدم صرف مستحقات الرواتب كل ذلك غيض من فيض مما يمكن ان تسببه السياسة للرجل المواطن من قهر واذلال وقمة معاناة,اما البطالة وطوابير الانتظار والروتين القاتل وغيرها الكثير مكملات لما تثيره السياسة ونظام الحكم من متاعب واعباء جمة تحبط الرجل وتعمل على تحييد دوره في الحياة.

اليست الاشياء الثلاثة الانفة الذكر مشروع تقويض لمعنويات الانسان وتحجيم لقدراته المعنوية وقابلياته الذهنية والجسدية ,فيصبح حينها عاجزا لاحول ولا قوة لديه مثل الة دون وقود,

تلك هي المرأة الاثمة وذاك هو عامل الطقس الردئ وياتي نظام الحكم بمفاسده وتعسفه واستحواذه على مقدرات البلد للقضاء على اخر ماتبقى من همة ومطاولة لدى الرجل ,واحباطه ونبذه خارج دائرة التحضروالبناء .

هذه المقالة مقتبسة عن حكمة فرنسية جاءت ضمن مواد دراستي للغة الفرنسية ,وانني قد ترجمتها بتصرف بما قد يتماشى مع الوضع الذي نعيشه.,تقول الحكمة الفرنسية

ثلاثة اشياء تؤثر على عقل الرجل :المراة والطقس والحكومة.

شكرا ايها السادة للمتابعة والاهتمام.

تعليقات

المشاركات الشائعة

مبارك من القلب الدكتوراه الفخرية. د.عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدخيل.

يايها العمر .Nagwa Shafeek

حلم.بقلمي:الكاتبة زهراء الركابي✍️