الموروث العقائدي عند الشعوب. .حقيقة أم. ./بقلم. الأستاذ الأديب وعد الله حديد
الموروث العقائدي عند الشعوب..حقيقة أم ....
مدونة بقلم وعد الله حديد
في الثالث من تموز 2019
يعتقد الفرنسيون,شأنهم شأن العديد من القوميات الاخرى والاديان ان زيارة الاضرحة والمراقد الدينية للانبياء والقديسين هي خطوة
واعدة في طريق الشفاء من الامراض المستعصية قد يتحق بعدها معجزة ما,فالاعمى يرتد بصيرا وينقلب من يعتمد عكازا
الى عداء ماراثون وربما يعود الاحمق الى سابق عهده حكيما.
ويتبادر الى الذهن ان الحضارات مهما سمت وارتقت سلالم المجد فان شعوبها لن تتورع ان تؤمن او تمارس عادات بالية وطقوس موغلة في التطرف والغرابة.
وهكذا الشعوب تتنوع تقاليدها واساليب عيشها وطرائق تفكيرها بين ما هو قابل للوثوق به وماهو عسير على الفهم والتحقيق.
مدينة لوردز lourdes في الجنوبي الغربي من فرنسا قرب الحدود الإسبانية,
والتي يبلغ عدد سكانها 17,000 نسمة. يزورها سنويا اكثر من خمسة ملايين زائر على امل حدوث معجزة بشفائهم من امراض
عضوية وغير عضوية
ترتمي هذه المدينة بين احضان جبال البيرينيه الاكثر شهرة,مدينة اتسمت دروبها و بنيانها بطابع مميز وعندما تقف عندها فأنك
تقف عند اعتاب مدينة خرافية لاتنتمي الى الحضارة بصلة,قد تكون تلك المدن ذات الاصول التأريخية القديمة المطعمة
بوشائج دينية متطرفة هي سمة وانموذج لمدن الجنوب قاطبة.
وينتصب تمثال للقديسة مريم العذراء على باب كهف فائق المهابة غارق في التفاصيل,وباب الكهف هو الاخر لاتغادره الفخامة
فهو واسع بشكل عرضي ويصل ارتفاعا الى ستة امتار او يزيد.
اعداد كبيرة من البشر تؤم المكان وكأنهم على موعد مسبق,
وفي الحقيقة انهم ليسوا على موعد انما هو تواجد تصادفي من اجل زيارة للقديسة مريم العذراء على امل ان تقوم السيدة العذراء
(حسب موروثهم العقائدي)بالمساعدة في شفائهم من امراضهم العضوية وربما ينالهم الشفاء من امراض نفسية تعسر الشفاء
منها في ارقى مشافي العصر .
وتحكي الروايات ان شخصا وربما اثنين قد دلفا هذا المكان يوما معتمدين عكازين,مكثا هنالك اشهرا ثلاث وربما اكثر من ذلك
خرجا بعدها يمشيان دونما الحاجة الى اي شئ يستندون اليه.
وربما كانت تلك الواقعة فأل حسن وبصيص امل لجحافل كثيرة من البشر زارت المكان فيما بعد وهم يعتقدون ان الشفاء
هذه المرة سيكون من نصيبهم.
هذه هي ايها السادة بعض عادات الشعوب وبعض اماكن العبادة المثيرة للجدل ,منابع الهام عابث ومستودع افكارمتطرفة
وطقوس لاتقوى على مجابهة ضوء الشمس ,ولدت ونمت سريعا اجيالا من بعد اجيال,وربما تصمد الى امد بعيد مثلما الحال
مع هذا الكهف.
معتقدات لم تفقه الحقيقة ولم تستوعب فكر الايمان بالله ولم تصل الى مرحلة التوحيد ,ولم تصل الى اعتقاد راسخ ان البلاء والشفاء
تكمن وراءه ارادة الله تعالى وليس هنالك حاجة الى طقوس وممارسات قد تجنح في بعضها الى الشرك والخروج عن العقيدة وغاب عن تفكيرهم ان القديسة مريم العذراء هي بشر وعبد من عباد الله (طبعا مع الفارق) ,والكرامة التي خصها الله بها هي لولادة عيسى عليه السلام دون ان يمسسها بشر سوف لن يؤهلها لشفاء المرضى ورفع الكرب والضر عن البائسين.
وعد الله حديد
تعليقات
إرسال تعليق