الحلم. .بين وهم وحقيقة. بقلم الأستاذ الأديب وعد الله حديد

·

الحلم ...بين وهم وحقيقة

مدونة بقلم وعد الله حديد

في الخامس من ايار 2019

يمكن للاحلام ان تنفرد بخاصية الافتقار الى المصداقية من بين تفاصيل الحياة الكثيرة والمتشعبة ,هذا لو نظرنا اليها بمنظار القناعة والحقيقة المتمثلة بمدى تحققها على ارض الواقع.

ففي تفسير الاحلام وجهات نظرمتباينة اذ نجد ان بعض الناس يؤمن ايمانا مطلقا في ان مارأه في المنام يمكن ان يتحقق على المدى القريب ,اما البعض الاخر فيرى ان المسألة لاتعدو ان تكون اضغاث احلام ولا يرتبط مطلقا ما قد رأه في منامه مع الواقع القائم .

هذا اذا اخذنا بنظر الاعتباران الناس العاديين هم المقصودين بهذا الوصف ,اما احلام الانبياء والرسل والصالحين فهي ليست بالضرورة احلاما لأناس عاديين فهؤلاء لهم كرامات ووزن من نوع اخر , اذ ليس منا من يقدم على نحر ابنه لكي يحقق حلما رأه في المنام مثلما مر على نبينا ابراهيم عليه السلام.وليس منا من يفسر حلما لثلاث بقرات عجاف يأكلن سبع بقرات سمان بالشكل والمضمون الراقي الذي توصل اليه نبي الله يوسف عليه السلام,

قال تعالى(وما ينطق عن الهوى(3)ان هو الا وحي يوحى(4)النجم.

وان كانت هذه الايات من سورة النجم لاعلاقة لها بالاحلام وتفاسيرها,فانني ارتأيت ان استعين بها لكي اثبت ان الامر كله مرهون بالله ووحيه عندما يتعلق الامر بالرسل والانبياء وعلاقة الاحلام بتبليغهم رسالات ربهم الى القوم الذي بعثوا من اجله,وطالما الامر كذلك,فان احلام اولئك المبعوثون اكتسبت درجة قطعية من حيث مضمونها وتفسيرها,وليس هنالك ادنى شك في تصديقها.

فان كان في الامر( وحي) ايها السادة, فهو المعني والكفيل بكل امر يتجاوز حواس الانسان العادي ,فلا حلم ولاتفسير دون وحي,,وليس واردا ان يصل انسان عادي مرحلة للتعامل مع الوحي ,فتلك كرامة خص بها الله تعالى اولئك الانبياء المكرمين والرسل ورهط من الاولياء والصالحين,تلك الكرامات لها مدلولاتها التي هي ليست من شأننا كأناس عاديين ,ناهيك عن زمن ابتعدنا فيه كثيرا عن زمن و منهج الانبياء والصالحين وعن مهبط الوحي وموطن الروحانيات.

يجب ان نؤمن بأننا لسنا انبياء ,وليس منطقيا ان نصحو صباحا فنحكي لمن هم حولنا عن حلم رأيناه في منامنا,فينبري احد (المفسرين)الفطاحل من العائلة بتفسيره حسب ما يحلو له من باب وردي تفاؤلي ,فيفسر النهر في الحلم على انه عسلا والجبال اموالا والفواجع والموت عمرا اظافيا وعرسا اسطوريا,اما مفسرا اخر فينظر الى الحلم بمنظار اسود قاتم ونرجسية متطرفة فيفسر (البزونة السوده)مصيبة متربصة ومن يرى امه المتوفاة تفتح يداها وتدعوه اليها فتفسير ذلك ان الموت بانتظاره او ان مصيبة ستقع بعد حين وبهذا سيجعل القوم يندبون حظهم العاثر وهم يسندون رؤؤسهم فوق راحات ايديهم بعد ان تجشم احد اولئك الفطاحل عناء تفسير حلما لأحدهم.

وكلا المفسران واهمان بتقديرهما وتفسيرهما الافلج ,فلا كرنفال فرح ولاعرس ولا سواد قاتم ولانرجسية.

وان كان هنالك كتبا لتفسير الاحلام كتبها شيوخا وعلماء ومفسرين لهم باع طويل في المجال فان مدى تصديقها يعتمد على الشخص الذي اراد تفسيرا لحلمه ومدى تقبله لذلك التفسير,

وعلى مدى سنوات عمري التي تمتد بعيدا رأيت خلالها مئات الاف الاحلام وهكذا رأى الناس جميعا مثلما رأيت ولم اربط ايا منها بالواقع الذي امر به ,لأن تلك الاحلام مشوشة ومتداخلة وحتى لو انها كانت واضحة فان نسبة وثوقي بها متدنية الى حد بعيد ولم يسبق ان جاءت احدى تلك الاحلام متطابقة مع الواقع ,وان تطابقت بعض الوقت مع الواقع فلن يكون ذلك الا مصادفة.

وقبل ما يقرب من اربعين عاما رايت في منامي حلما كريها ومقززا الى ابعد حد بحيث انني لم اتجرأ ان ارويه لاحد مهما كانت صلة قربتى به وثيقة حتى هذه الساعة وكمحصلة او تفسير للحلم على ارض الواقع ,لم يكن هنالك اية تداعيات في مجمل حياتي بعد رؤيتي لذلك الحلم

ماذا ترون في الاحلام ايها الاكارم؟

تعليقات

المشاركات الشائعة

مبارك من القلب الدكتوراه الفخرية. د.عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدخيل.

يايها العمر .Nagwa Shafeek

حلم.بقلمي:الكاتبة زهراء الركابي✍️