حمدان أسطورة ذلك الزمان. بقلم الأستاذ الأديب وعد الله حديد

حمدان ..

اسطورة ذلك الزمان

مدونة بقلم وعد الله حديد

في الاول من مايس 2019

لم اكن حينها قد ابصرت النور,لكنها امي التي نقلت عن ابي (الذي مات وانا لم ازل صغيرا)تفاصيل ماحدث قبل اكثر من تسعين عاما,

حمدان ,شاب لم يتم الافصاح عن سني عمره,اسود البشرة فاقع سوادها ,شعر راسه مثل اي شعر بمثل مواصفات جنسه ذو الطبيعة السوداء, انه الخادم الامين (اذا صح التعبير)لجدتي عمشة شاهين الاحمد.كان يقضي لها مشاويرها ويلبي لها جميع احتياجاتها وكانت معاملتها له كأنه احد اولادها وكانوا يطلقون عليه تسمية العبد,وانني لن اتقبلها وصفا لانسان قد خلق حرا حتى لو كان بالشكل الذي كان عليه حمدان ...اسودا.

ان طبيعة عمل الاجداد  بين زراعة وتربية الجمال والاتجار بها كانت تتطلب جهدا اظافيا لايقوى عليها المهتمين بها الا بالاستعانة بخدمات اظافية من اناس اخرين يعملون لديهم لقاء اجر.,ومما يظهر من سرد امي وابي للاحداث فان (شغلة) الخدم (رجالا كانوا او نساءا) كانت سائدة في تلك الحقبة الزمنية.

انحسر المطر واكتسح الجفاف المكان واكتست الوجوه مسحة حزن وبات الجميع مهددا بالموت عطشا,

ولمعت في راس حمدان فكرة لم يشأ ان يخبر بها احدا  ,

ترى بماذا فكر حمدان؟

اطلق العنان لرجليه ,ان عليه ان يقطع مسافة ثمانية كيلومترات او اكثر بين محلة المشاهدة غرب المدينة والمنطقة التي كان يروم الذهاب اليها شرقا ,مشيا على قدميه او عدوا حيث كانت السيارات حينها تعد على اصابع اليد,ولابد ان يصل الى المكان الذي عقد العزم عليه باية طريقة.

هاهوذا في المكان المقصود.انها تلة باب شمس ,الباب الشرقي للمدينة,

ليس للانسان اي حضور في هذا المكان وليس من طير ولا حيوان ,حتى ان الجسر القديم لم يكن قد شيد بعد.

اعتلى التلة بهمة ونشاط وبثقة وعزيمة فالامر جلل ويستحق العناء ,

ماذا اراد حمدان باعتلائه التلة عملا ؟مالذي سيفعله كي لايقضي عطشا هو ومن يعمل بمعيتهم؟وما هي العلاقة بين التلة وانحسار المطر ؟

افترش الارض على بطنه ,رفع يديه السوداوين باتجاه السماء وردد بثقة ,

امطرها يارب امطرها يارب امطرها يارب

سوف لن اعود الى البيت الا حين تمطرها

لم يكن امرا و ليس هو تحديا لارادة الله تعالى بقدر ماهو تذللا وخضوعا.

ويبدو ان هاجسا قويا واملا وثقة  اكبر منه يحدوه بان دعواه ستؤول الى الاستجابة.

وظهرت في الافق سحابة ,التقتها سحابة اخرى وتعانق السحاب بعد طول غياب

وتلبد الغيم  بعد طول صحو, وارعدت السماء وابرقت ,ولم يزل حمدان يردد :امطرها يارب امطرها يارب.

وتدمع عيون السماء مثلما دمعت عينا حمدان ,وتنفتح ابوابها فيسقط المطر مدرارا فتجتاح السيول الارض .

ويعود حمدان  من مهمته الاسطورية ,منتصرا.

يحكي بزهو ماحدث معه ,ولم يكد ينهي قصته مع الحدث حتى سقط مغشيا عليه

لقد لفظ انفاسه الاخيرة  بعد  ان انهى مهمة لن تعود عليه بالكثير من الفائدة وليس هو المالك الحقيقي للزرع وللجمال ,

هل كان حمدان رجلا صالحا فاستجاب الله دعواه؟

هل كانت نيته صادقة وكانت الاستجابة لدعواه متوازية مع نيته؟

هل ان جميع ماحدث كان محظ صدفة ؟

انا لا اعلم وليس للاخرين علم بما حدث فالامر كله مرهون بارادة الله ومشيئته.

ئه

تعليقات

المشاركات الشائعة

مبارك من القلب الدكتوراه الفخرية. د.عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدخيل.

يايها العمر .Nagwa Shafeek

حلم.بقلمي:الكاتبة زهراء الركابي✍️