رسالة مشفرة. بقلم الأستاذة الشاعرة فاطمة بوعزيز. تونس
.. رسالة مشفّرة ...
سأوغل ُ
في الغياب ما استطعت ..
لأرى من يملأ شُغورَ مواعيدي ..
من سيُحلّي
مرارة َ قهوة المساءات
من بَعدي ..
سأبتعدُ جدّا ..
إن لم يكُن أبدا ،
لأعلّمك لغة الاشتياق و اللّهفة ..
عسى تحسّ برودة الأماكن
وتنكّر الفصول لدورة الزّمن
وأولويّة الرقم الأسبق ..
ستبحث في فراغات الزّوايا
عن خيالات حنين
عن صدًى لفوضى كانت لكَ كل الحياة ..
ستدرك ُ معنى أن ينسلخَ بعض منك لركن تجهل موقعه ..
ان تنصت لعتبى الرّوح وهي تجلدك بآهااات الشكوى المسنّنة ..!
ذبول الألوان سيفزعك ... والنداء المستراب الماكث بالعمق سيرهقك نزولا وصعودا ..
وأد ربيع من قبل المولد .. هو المشهد الجامع للتّناثر من حولك ..
لا تراجع ..
حسمتُ أمري
لملمتُ بقية من صبري
خِشية أن ينفذ منّي
لا زلتُ أحتاجه لمحاربة صعلتكَ الجوفاء حين تقصدني باحثا عن جدال مُفبرك ..
عن تتمّة درس عالقٍ ، لا زال بدفتري محفوظا ..
انتبه لبطارية ساعة الحائط الخلفيّة ..
قد يباغتها ضمور الشحن
فتنسحب العقارب
لجحر أكثر أمنًا من جدرانك المثقوبة ..
راجع أوراقك على مهل صغيري وعدّل منبّه ضمير ينتفض داخل زنزانة أضلعك النديّة ..
إرمِ بفوضاكَ بعيدا عن مواطن تفكيري ..
لستُ بمرحلة تسمحُ بالتّأرجح
بين فلول الرّيح ، ثمّ البكاء على أطلال النّدم ..
لا العُمر
يليق بهِ الشّتات
ولا الكلماتُ رخيصةً
ليُصادرها القلم ..
أناملي تعي قيمة الحرف
وضرورة التشكيل ..
إعرابٌ و سأظلّ الفصحى أثيري ومهدَ حضارتي الأبديّة ..
بقلم فاطمة بوعزيز
تونس 13 /9 /2019
تعليقات
إرسال تعليق