اعترافات مواطن عربي. بقلم الأستاذ الشاعر الهادي خليفة الصويعي ( ليبيا
اعترافات مواطن عربي
هذه اعترافاتي
بخط يدي اسجلها على دفتر
وسأقول في التحقيق..
اني لست مجبر
وأنكم قدمتم لي مشكورين..
شلي وزعتر..
وأنا قد كتبتها
في زنزانة!..
بل في قصر مرمر..
وعلى خدمتي..سجان وكرباج
وفي الردهة كلب..
على أنيابه كشر..
وها أنا ياسادتي
قد صرت بعدلكم..وفضلكم
صرت مبشر..
فأنا شيوعي
وبرجوازي
وأرتدي عباءة الخليفة
ومنخرط في كل حزب
ومسئول على كل مخرب
وأنا كذلك يا سادتي
أبٌ روحي لكل مدمر..
وأنا الذي أهديت القدس لليهود
ووضعت الحدود
وفي الحرب..إن تذكروها!!..
أنا من خدع الجنود
وباعهم كالخراف لليهود
وليرحم الله الحرب والجنود
هذه اعترافاتي
ياسادتي القضاة
كتبتها بدمي
بل بحبر و دواة
دون خوف..
دون رعب..
ومن غير ضرب بالسياط
فالسجان لم يكن غليظ القلب
والحكام ليسوا من العصاة
هذه اعترافاتي
وأنا أفترش بلاط متسخ
من حرير!..
في زنزانة ضيقة
وبين جدران ملطخة بدم غزير..
وارى حولي وجوه بشعة
كلها تريد أن تفترسني
كلاب جائعة
ونباح وعواء وزئير..
هذه اعترافاتي
وليسجل التاريخ
في وطننا العربي
تاريخ فقدان الضمير..
هذه اعترافاتي
أنا الذي فكرت للحكام في التخلف
ومنعتهم من أن يحيوا بعض بالسلام
أو أن يتحدثوا مع بعض ولوا بالهاتف
وأنا الذي آخى العدو وآلف
وأنني بعثت لهم باقات ورود
وأسكنتهم أرضي, فأعطوني وعود
بأن أظل في الكرسي
ويبيعون لي كل انواع العصي
هذه اعترافاتي
وأعترف بأنني مسئول عما مضى
وما نعيش من مآسي..
وكذلك مسئول عما سيأتي.
الهادي خليفة الصويعي / ليبيا
هذه اعترافاتي
بخط يدي اسجلها على دفتر
وسأقول في التحقيق..
اني لست مجبر
وأنكم قدمتم لي مشكورين..
شلي وزعتر..
وأنا قد كتبتها
في زنزانة!..
بل في قصر مرمر..
وعلى خدمتي..سجان وكرباج
وفي الردهة كلب..
على أنيابه كشر..
وها أنا ياسادتي
قد صرت بعدلكم..وفضلكم
صرت مبشر..
فأنا شيوعي
وبرجوازي
وأرتدي عباءة الخليفة
ومنخرط في كل حزب
ومسئول على كل مخرب
وأنا كذلك يا سادتي
أبٌ روحي لكل مدمر..
وأنا الذي أهديت القدس لليهود
ووضعت الحدود
وفي الحرب..إن تذكروها!!..
أنا من خدع الجنود
وباعهم كالخراف لليهود
وليرحم الله الحرب والجنود
هذه اعترافاتي
ياسادتي القضاة
كتبتها بدمي
بل بحبر و دواة
دون خوف..
دون رعب..
ومن غير ضرب بالسياط
فالسجان لم يكن غليظ القلب
والحكام ليسوا من العصاة
هذه اعترافاتي
وأنا أفترش بلاط متسخ
من حرير!..
في زنزانة ضيقة
وبين جدران ملطخة بدم غزير..
وارى حولي وجوه بشعة
كلها تريد أن تفترسني
كلاب جائعة
ونباح وعواء وزئير..
هذه اعترافاتي
وليسجل التاريخ
في وطننا العربي
تاريخ فقدان الضمير..
هذه اعترافاتي
أنا الذي فكرت للحكام في التخلف
ومنعتهم من أن يحيوا بعض بالسلام
أو أن يتحدثوا مع بعض ولوا بالهاتف
وأنا الذي آخى العدو وآلف
وأنني بعثت لهم باقات ورود
وأسكنتهم أرضي, فأعطوني وعود
بأن أظل في الكرسي
ويبيعون لي كل انواع العصي
هذه اعترافاتي
وأعترف بأنني مسئول عما مضى
وما نعيش من مآسي..
وكذلك مسئول عما سيأتي.
الهادي خليفة الصويعي / ليبيا
تعليقات
إرسال تعليق