زوجة الثانية "نعمة أو نقمة "/ بقلم. الدكتور أحمد محمد شديفات / الأردن

بسم الله الرحمن الرحيم

زوجة الثانية

"نعمة أو نقمة "

من المشاكل التي تدور في فلك الرجل وتراقب المرأة تصرفاته عن كثب وهو تحت المراقبة الشديدة على تحركاته ونبضات قلبه وميوله العاطفية ولو مجرد حديث النفس العابر والتفكير بالزواج من زوجة أخرى بغض النظر حصل الأمر أو مجرد حديث عابر مشروع أو إشاعة أو خاطرة مرت مرور السحاب أو حديث بين الأحباب ، طبعا من خلال مسيرة الحياة وما يخفيه الرجال عن النسوان هو حبهم في الزواج من ثانية كبداية، وليس النهاية...هذا الأمر ممنوع الحديث أو التكفير به مطلقا سواء كانت صبية أو عجوز مُتصابية

والبعض الآخر من التصابي قد يعقد على زوجتين في آن واحد من باب عصفورين بقفص ذهبي واحد، الحقيقة من وجهة نظري الخسارة تلاحق الرجل في هذا الباب وعليه يقع العتاب، فهو لن ولن يستريح في حياته اليومية ولو نومة هنية وإن رأى أن الأمن مستتب حوله فقد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة أو أخذا لخاطره أو من باب الخوف والتهديد والوعيد أو الضرب بيد من حديد،

الجانب الآخر والذي تمثله الزوجة سواء الأولى أو التالية تبدأ المناوشات اليومية والمهاترات والمسبات قبل الزواج وبعد شهر العسل بأيام قليلة بين كر وفر وبين الأطراف المعنية الزوج والزوجات وقد تقف لصفه أحداهن تحت وصايته وحمايته لظروف استثنائية مؤقتة وبين عشية وضحاها تنقلب الظروف فعدو الأمس أصبح صاحب اليوم...

"ففي الحديث" أحبِبْ حبيبَك هونًا ما عسى أنْ يكونَ بَغيضَكَ يومًا ما ، وأبغِضْ بَغيضَكَ هونًا ما عسى أنْ يكونَ حبيبكَ يومًا ما " والأيام دول بين الاثنتين يوم لها ويوم عليها، وقد تتوسع دائرة الحرب الضروس بعد دخول البيت من قبل العروس للغيرة والمشاركة مع أفراد العشيرة ،

وتتوسع دائرة التدخل السريع من قبل الحمايات في صولات وجولات بكل عنف وقوة وكلا منهن يسانده فريق ضد الآخر قد يكون سرا أو علانية أو عن بعد،

حتى تنهار الجبهة الداخلية وتتصدع وتظهر الشقوق ويبدأ كل فريق يلتقط أنفاسه، لتبدأ المعركة من جديد بعزم أشد من الحديد قد تكون معركة بالمجارف والكركيات والفؤوس وقد يصل الأمر للمعالق والشوك والطناجر والحفيات وجميع أنواع الاسلحة البيضاء، وقد يستعين البعض منهم بالمنظمات الدولية وحماية الأسرة العالمية ،

والرجل يندب حظ نفسه على هذه الوقعة المريرة ويظهر تفاؤل بالصبر والثبات لعل السحابة تتزحزح وتتدحرج وتمطر خيرا ويخرج من الضيق ولو ليوم واحد يتنفس الصعداء،

وكلما بدأت الأمور تنفرج في الليل تستعر في وضح النهار والهدنة تنهار وتعود المشاكل إلى المربع الأول لا منهزم ولا منتصر وتستنزف قوة الطرفين ،وقد يشترك بها أولادهم وبناتهم

ويظهر في الأفق نسوان ذات حنكة وخبرة ومرونة في نفس التجربة وهن مستشارات في مثل هذه الأمور الصعاب فيطرقن الباب من باب تقديم المشورة وتخريب البيوت على سبيل النصيحة ولغير وجه الله ، من باب لا نريد جزاء ولا شكورا إلا تفريغ الساحة من أهلها،

والرجل في الميدان لوحده لجانبه أمه وأبيه وإخوانه وأخواته وبعض أقاربه وصموده شبه هروب قد قارب على الهزيمة لم يبق له صبر أو عزيمة، والمصيبة أن كان عنده أولاد وبنات كبار فهم يخططون لوالدتهم ولديها دائرة تنفيذ خاص بها وغرفة عمليات خاصة بهم، ويظهرون لأبيهم الشفقة عليه والحنان،

وفي الخفاء يضمرون له الاستسلام والهزيمة النكراء والانتصار لأمهم بالضربة القاضية على الأثنين الأب والضرة مرة وصبر وعلقم، وقد تستعين أحداهن بالقضاء وهو صمام الأمان الأخير عندها ينشر كل منهما الغسيل ليسيل وتظهر المشاكل على الناس علنا دون تزييف،

ويبدا كلا منهما يجرد حسامه ويأخذ قوسه ضد الآخر ويملأ كنانته بكل النبال والسهام، ويبدا زيف الشهادات والأيمان الكاذبة أمام القضاء ويعيش على الفتات المرتزقين دون ذكر أحد مما يسيء للآخرين وهذه مرحلة الدفع وسحب المدخرات والديوان أو تضمين القضية على نية خسارة الرجل، وتبدأ الخصومات والمرافعات وهات وهاك

وتأخذ القضايا سنوات بين أحكام وتنفيذ وتنتهي المعركة خسارة على احد من الأثنين ، إذن نصيحة للرجل حط عنها واستريح بلاش صريخ وفضائح" فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً" وكن يا عزيزي كصَاحِبُ الْمَرْأَةِ الْوَاحِدَةِ إِنْ مَرِضَتْ مَرِضَ مَعَهَا ، وَإِنْ حَاضَتْ حَاضَ مَعَهَا وإياك والدخول في معركة خاسرة الطرف الثاني فيه النسوان فأنت لا تعرف فنون المراوغة والقتال ووقعتك سوداءقد توصلك للجنون أو للدارة الآخرة،

مع العلم أن الزواج بزوجة أخرى هو من صالح المرأة الثانية حتى لا تبقى عانس وتتمتع مع زوج لها بالحلال وهذا ممنوع عليكم أيها الرجال التفكير به في عالم النسوان ومن لا يصدق فالماء يكذب الغطاس يا ناس، أنظر الضحايا أمامك فالشقي من أعتبر بنفسه.

وقبل النهاية اسمع هذه الحكاية كان في قديم الزمان رجلان أحدهما يأتي للمسجد قبل الأذان والآخر يأتي مع الأذان فاستغرب الثاني هذا الآتيان ، فسأل صاحبه عن هذا التبكير فقال له الأول أنني أعيش عيشة هنية بين زوجتين أحدهما تقدم لي ماء الوضوء ساخنا مع الأبريق والأخرى تسبقها بتقديم الحذاء والعباءة لكي أسبق المصلين، وقال لصاحبه أنا في نعيم، ما رأيك بالزواج بزوجة أخرى يا الحبيب حتى يوقع هذا المسكين في الشباك العنكبوتي الأخطبوطي ، فصدق الطرف الثاني المسكين كيف غاب عنه هذا النعيم من سنين،

مع أن صاحبه الأول كان يهرب من المصائب وشدت الحريق والمشاكل بكير قبل الفجر بكثير، وتمر الأيام سريعا ويقع الصيد الثمين في شباك الزواج الموعود يا ريته ما يعود، ويتزوج هذا الرجل الثاني ومن الفرحة يكاد يطير فقد نال عرسا جديد وعاد له شبابه بعد شيبه وكهولته وجمع قواه ومدخراته وشرب مشروب الطاقة فأزداد قوة إلى قوته، وهجر زوجته الأولى وأولاده منها ، وأول رحلة له من القطر سافر على أجنحة السلامة وغادر مع عروسه أرض المطار وطار وهذا أول الطيران قاصدا شهر العسل والصرف والبذخ وقد صبغ شاربه وبَرَى لحيته زيرو وعاش مع عروسته ليال ملاح دون التفكير لما ينتظره في الموسم الحصااد الثاني موسم قطف عسل الدبور

وعند العودة والعود عنده مذموم واستقبال بدون حرارة عندها تبدأ الصفعات والضربات على رأس المسكين وأن قلت كيف فالرجل يجلس ما بين الزوجتين وتبدأ المناقشات والصراع وترتفع الأصوات وتتشابك الأيدي عن اليمين والشمال وهن متفقات على إيقاع الضرر به فتتناول الثانية من فوق رأسه تريد أن تضرب ضرتها وتلوص الضرة وتحوص فتأتي الضربة على رأسه، وتفعل الثانية كالأولى وهكذا وقع ما بين نارين ورأسه بين كفين... والله المعين على ما تصفون .سؤال ما رأيك انت في نعمة أو نقمة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

تقديم الدكتور  أحمد محمد شديفات / الأردن

تعليقات

المشاركات الشائعة

مبارك من القلب الدكتوراه الفخرية. د.عبد العزيز بن صالح بن عبدالله الدخيل.

يايها العمر .Nagwa Shafeek

حلم.بقلمي:الكاتبة زهراء الركابي✍️