طريدة نحن!!.عبد السلام خليفة
طريدةٌ نحنُ !!
كأنَ الدُنيَا
دُنياهم !
و قد ورثوا الأرضَ عن آبائهم
بدلَ الزمانِ
صادروا حقنَا بالفطرةِ
و اغتصبوا علناً الحياةَ
زَينوا لنا اللّيلَ
رسموا على جُدرانهِ
بسمةَ الغدِ
أتقنوا بأناملهم لوحةَ السرابِ
ضلَ يضحكُ لنا و ينادي للأحضانِ
استدرجوناَ في الحُلكةِ
فباعوناَ الوهمَ بثمنِ الفرحةِ الغالي
لمَ تُصادرونَ الآن مني أحلامي !
حُلماً تلوَ الآخر تُطاردونَ
فليسَ لي بعدهاَ حيزٌ يأويني
لمَ ..
لمَ نكلتم هكذا بالأيامِ
صادرتم كلَ الألوانِ
و تَركتم لي عتمةَ السوادِ
بساحاتها أعدمتم براءةَ الأملِ
و تسألونَ الآن
أينَ صغيرُ الطُموحِ !
تَجردَ مني و فرَ قبلَ صدورِ الأحكامِ
لمَ تُصادرونَ حقي في الكلاَمِ !
و الفرحِ والغناءِ ..
لمَ تُصادرونَ حتى فتاتَ القوتِ !
و جعلتم عبثاً رغيفَ الخبزِ
يُساويِ قيمةَ الأماني
جعلتم أكبرَ الأهدافِ
مزاحمةَ طيرَ الحمامِ
فدعوا حُراً حقي في الحبِ !
الزَمانُ أخذَ لنفسهِ الماضي
و أنتم أخذتم مني عنوةً أيامي
سلبتم الحياةَ كملكِ الموتِ
أ أنتم لعنةُ اليأسِ !!
التي تُطاردُ مرادفاتِ الرغبةِ
و أشكالَ أفكاري ...
سأظل أصيحُ و أصرخُ
و أنادي بأعلى صوتٍ بزواياَ الأمسِ
ستجيبُ دعواتُ الأمِ
و تدلني أينَ مسقطُ رأسِ الشُروقِ
أتبعُ ضياءه فيقودني لطريقِ الغدِ
فلنَ تحولوا بيني و بينهُ
فهو في حُكمِ الوقتِ
فلا أنتم تفقهونَ طقوسَ الجنِ
و لا العرافونٕ و المنجمونَ
صادقونَ في القولِ
و لا ذاكَ الطيرُ موجودٌ
فيأتيكمُ بأنبائهِ و الخبرِ اليقينِ
سألحنُ قصائدي على إيقاعِ القادمِ
فلن تُصادروا أشعاري
فبُيوتها كقصةِ الغرامِ
أسيرةُ الصدرِ
صدريِ يتنفسُ بنبضي
و الأخيرُ ملكُ القمرِ
أسألوا وطني يعلمُ مكانَ لحدي
فلن تُصادروا الروحَ
فهي ملكُ القدرِ .
/عبد السلام خليفة/
تعليقات
إرسال تعليق