واما اليتيم فلا تقهر ( ٢ ).بقلم د.سليم عبد ربه العزب
واما اليتيم فلا تقهر ( ٢ )
-------------------
ومع تغير الظروف المجتمعية يبقي السؤال : إذن لمن الخطاب في التوصية باليتيم ؟ وماهو دور المجتمع تجاه اليتيم ؟
أعتقد أن الخطاب في التوصية باليتيم موجه الي اقرب الناس إليه - أي الي الاهل في المقام الأول ثم باقي المجتمع بعد ذلك - وعندما استعرضت الآيات التي تتكلم عن اليتيم أدركت الحكمة من وراء حرص الإسلام باليتامي - إذ أنه يوجب علي من يقوم بأمورهم إن يحسن اليهم ولايظلمهم في انفسهم أو في اموالهم - ومن هذه الآيات :
١ - ( ويسألونك عن اليتامي قل إصلاح لهم خير وان تخالطوهم فاخوانكم والله يعلم المفسد من المصلح ) ٢٢٠ البقرة
٢ - يخاطب الله رسوله الكريم فيقول : ( واما اليتيم فلا تقهر ) ٩ الضحي - والخطاب للرسول انما هو خطاب لكل أفراد الأمة رجالا ونساء - والقهر هو كسر الإرادة والإرادة لاتكسر إلا بالاذلال والقسوة في المعاملة والاحتقار والمبالغة في الاهانة وسلب حقوقه فكل هذه يجعل اليتيم ينشأ ولديه رغبة عنيفة في الانتقام - ويصبح المجتمع كله هدفا مشروعا لديه - فيمارس اقصي درجة من الإفساد في الأرض فيسرق ويزني ويغتصب ويقتل ويعيث في الأرض فسادا فكل شيئ لديه مباح بواقع الحقد والغل والكراهيه التي تربت في نفسه - ويقول الناس عنه ( هذا ابن حرام ) وهو ليس كذلك وإنما صار المجتمع كله في عينه ابناء حرام ) - وفي الاية الكريمة ( واما اليتيم فلا تقهر ) - ليس مجرد نهي عن قهر اليتيم وإنما هناك أيضا تحذير يبدو واضحا من لهجة الخطاب .
٣ - يركز القرآن علي أمر خطير قد يقع بين الناس بسبب حب المال فيطمعون في أموال اليتيم فيحذر من ذلك اشد التحذير ويجعل عاقبة من يفعل ذلك وخيمة وجزاؤه جهنم فيقول تعالي ( إن الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا ) ١٠ النساء
----------------------
وللحديث بقية ان شاء الله تعالي
تعليقات
إرسال تعليق