ثقافتي *** الحلقة الثالثةبقلم.د.عقيل علاء الدين درويش
*** ثقافتي *** الحلقة الثالثة
قبل عقود حين كنا نرى الشر...
كنا نقول بعض البشر سقط منهم حرف الباء ...
لم يكونوا سوى بضع....
نحسبهم حينها ضلع مكسور...
ستجبره الأيام ...
الباء باتت بضاعة...
تم المتاجرة بها.
الباء....
تحولت إلى وباء ....
لم تكن كسراً.....
جبراً ظننا ....
عم الشر.....
أصبحنا نحن البضع من البشر....
نتشبث بالباء الرحيمة فينا...
هنيئاً لنا ....
في سن العاشرة من عمري دربني سيدي الوالد الأستاذ علاء الدين رحمه الله و أكرم نزله في عليين على الإلقاء و أختار لي قصيدة لقطري ابن الفجاءة
برعت في إلقاءها دون وعي و ادراك مني لمعانيها بحكم العمر
مرت السنون و نضج العقل و الوعي و داعبتني القصيدة مجددا
أول ما تبادر إلى ذهني سبب اختيار والدي لها
لم أسأله حاولت و حاولت في كل فترة تشع القصيدة في ذهني ان اكتشف السبب لوحدي
رحل والدي رحمه الله و بقيت القصيدة رغم وضوح معانيها لي و رغم ما قراته عن احداثها و كل ما يتعلق بشاعرها
بقي اختيار والدي لها لي سرا لم أعرفه إلا بعد رحيله بسنوات و ما آلت اليه اوضاع وطننا
وجدتها ...
وجدتها ...
كنت سأرددها بعد اكثر من أربع عقود على إلقاءي لها
اترككم من القصيدة و ربما تعرفون سري لو تمعنتم قليلا
1 - أَقولُ لَهَا وَقَدْ طَارَتْ شَعَاعاً
مِنَ الأبطَالِ وَيْحَكِ لَنْ تُرَاعِي
2 - فإِنَّكِ لَو سَــأَلْتِ بَقَـاءَ يَوْمٍ
عَلىَ اَلأَجَلِ الَّذِي لَكِ لَمْ تُطَاعـي
3 - فَصَبْراً في مَجَـالِ الَموْت صَبْراً
فما نَيْلُ اَلْخُلُـودِ بمُسْـتَطَاعِ
4 - ولا ثَوْبُ البَقَاءِ بِثَوْبِ عِـزٍّ
فَيُطْوَى عَنْ أَخِي الْخَـنَع الْيَرَاعِ
5 - سَـبـيلُ اَلَمْوتِ غايَةُ كُـلّ حَـيٍّ
فَدَاعِيــهِ لأَهْـــلِ الأَرْضِ داعٍ
6 - وَمَنْ لاَ يُعْتَبَطْ يَسْـأَمْ وَيَهْـرَمْ
وَتُسْـلِمْهُ الْمَنُونُ إِلى انْقِطاعِ
7 - وَمَا لِلْمَرْءِ خــيْرٌ فِــي حَيَـاةٍ
إِذَا مَا عُــدَّ مِـنْ سَــقَطِ المتَـاعِ
د.عقيل علاء الدين درويش
تعليقات
إرسال تعليق