زفير الروح / بقلم الدكتور ميلود العضراوي ( المغرب أسفي )
زفير الروح : قسم نون وجدت مكتوبا على صفحة بيضاء في دفتر قديم "ن والقلم وما يسطرون".. وأمامها كلمات ثلاث: صدق، الله، العظيم. فقلت لروحي، أنت أيتها النفس الأمارة بالسوء، أنت ممن يسطرون بالقلم؟ إذا كنت كذلك، هلا أدركت قدر وعظمة هذا القسم الجليل، قبل أن تزجي بروحي ووجداني في نفقه الطويل؟ فقالت النفس متعجبة: لو كنت أعلم الغيب ما لبت في العذاب المهين، ولقفلت راجعة يوم قيل لي اهبطي لك في جسد هذا الرجل متاع إلى حين.. وحين ولجتك زاد ألمي ولم اجد فيك متعة تذكر؟ اندهشت من روحي وعرفت أنها تراوغني وتقذف بي بعيدا في مجاهيل التفكير. وأنا المسكين الذي يعرف حجم العقل وعجزه وعدم قدرته عن فك ألغاز هذا الوجود البالغ التعقيد، فقلت لها مستنكرا: والآن ما العمل أيتها النفس الأمارة بالسوء وقد حملتني أمانة من لا يأبى ولا يشفق من ثقل الأمانة؟ فضحكت روحي مني وقالت: "لست جبلا لا تهزه الريح، كي تقول كل هذا الكلام "....